عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا سيكون المنتخب
الأسباني من أكثر الفرق ترشيحا للفوز باللقب وحرصا على تحقيق التوقعات
المنتظرة منه هذه المرة رغما أن سجلات التاريخ لا تقف في صف الماتادور
الأسباني.
ويشهد تاريخ بطولات كأس العالم على أن الماتادور الأسباني لم يحرز لقب
البطولة على مدار 18 نسخة ماضية شارك في 12 منها رغم أنه كان مرشحا بقوة
في العديد من هذه المشاركات.
ولكن الفريق نجح قبل عامين في إحراز لقب كأس الأمم الأوروبية الماضية
(يورو 2008) بالنمسا وسويسرا ليصبح حلمه الجديد هو التتويج باللقب العالمي
في المشاركة الثالثة عشر له بالبطولة.
وأسفرت قرعة النهائيات عن وقوع المنتخب الأسباني المصنف الأول على العالم
في مجموعة يمكنه العبور من خلالها إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) دون
عناء كبير حيث يخوض الفريق الدور الأول ضمن منافسات المجموعة الثامنة التي
تضم معه منتخبات سويسرا وهندوراس وشيلي.
ويعترف المنافسون بأن المنتخب الأسباني هو المرشح بقوة للفوز بلقب البطولة.
وقال المدرب الألماني أوتمار هيتزفيلد المدير الفني للمنتخب السويسري إن فريقه سيكافح بقوة من أجل احتلال المركز الثاني في مجموعته.
وأوضح هيتزفيلد "المنتخب الأسباني هو المرشح الأقوى وليست هناك اختيارات
عديدة أمام المنتخبات الثلاثة الأخرى في المجموعة. ولكن المنتخب الأسباني
هو المرشح أيضا لإحراز لقب البطولة".
أما باقي المرشحين بقوة لإحراز اللقب فهي المنتخبات المرشحة بشكل دائم وتقليدي مثل البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا.
ومن المشاكل التي تواجه وتزعج المنظمين والاتحاد الدولي للبطولة (فيفا) يبرز الدور الذي سيلعبه منتخب الدولة المضيفة في النهائيات.
ولم يحدث من قبل أن خرج أي من المنتخبات المضيفة أن خرج صفر اليدين من
الدور الأول للبطولة ولكن مهمة منتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) تبدو
عسيرة بالفعل حيث يخوض الفريق فعاليات الدور الأول ضمن منافسات المجموعة
الأولى التي تضم معه منتخبات أوروجواي والمكسيك وفرنسا.
وقال المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا المدير الفني لمنتخب جنوب
أفريقيا إنه وفريقه يتطلعان لهذا التحدي. وأوضح "إنه بالنسبة لنا بمثابة
جبل إفرست. سنواجه التحدي ونبذل قصارى جهدنا للتأهل على الدور التالي".
ولن يكون "بافانا بافانا" المنتخب الأفريقي الوحيد الذي يواجه مهمة صعبة
في هذه البطولة حيث أوقعت القرعة منتخب كوت ديفوار في مجموعة تضم معه
منتخبات البرازيل والبرتغال وكوريا الشمالية.
ويعتبر منتخب كوت ديفوار (الأفيال) هو أفضل وأقوى المنتخبات الأفريقية الستة المشاركة في نهائيات مونديال 2010 .
ووصفت صحيفة إنجليزية بعد حفل القرعة ، الذي استضافته مدينة كيب تاون في
كانون أول/ديسمبر الماضي ، المجموعة الثالثة التي وقع فيها المنتخب
الإنجليزي بأنها "أفضل مجموعة منذ ظهور فريق بيتلز الغنائي".
وتضم المجموعة مع المنتخب الإنجليزي كل من سلوفينيا والجزائر والولايات المتحدة.
وقال المدرب الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي إنه
لن يستهين بأي فريق يلتقيه. وأوضح "كل منافس سيكون قويا لأن كل المباريات
تكون صعبة في نهائيات كأس العالم".
ورغم ذلك ، فإن أي شيء سوى التأهل للدور التالي سيكون كارثة بالنسبة
للمنتخب الإنجليزي الذي يرى مشجعوه أنه انتظارهم طال لتحقيق النجاح في كأس
العالم.
وتشهد المجموعة الثانية تكرارا مثيرا للمواجهة بين منتخبات اليونان
ونيجيريا والأرجنتين حيث سبق وأن وقعت المنتخبات الثلاثة في مجموعة واحدة
بمونديال 1994 بالولايات المتحدة ولكن الاختلاف الوحيد أن هذه المجموعة
ضمت في عام 1994 المنتخب البلغاري أيضا بينما تضم في مونديال 2010 منتخب
كوريا الجنوبية.
وقال نوانكو كانو مهاجم المنتخب النيجيري ، والذي لم يشارك في مونديال
1994 ، إن مواجهة المنتخب الأرجنتيني تمثل تجربة رائعة لأي لاعب.
وأضاف "المنتخب الأرجنتيني هو بطل العالم مرتين ومباراتنا أمامه ستكون
مواجهة هائلة. لدينا الفرصة بالتأكيد للعبور من هذه المجموعة إلى الدور
التالي ، ولكن يتعين علينا أن نكون في أفضل مستوياتنا".
أما المنتخب الألماني ، الذي استضافت بلاده نهائيات مونديال 2006 ، فوقع
ضمن المجموعة الرابعة التي تضم معه منتخبات صربيا وأستراليا وغانا.
ووصف المدرب الألماني يواخيم لوف المدير الفني لمنتخب بلاده هذه المجموعة بأنها مثيرة.
وقال لوف "واجهنا أستراليا في كأس العالم للقارات 2005 وكان ذلك أيضا في
المباراة الأولى لنا بالبطولة كما سيحدث في مونديال 2010 . ستكون مباراة
مهمة بالنسبة لنا وسيكون الفوز بها مهما".
وأضاف لوف "أحترم المنتخب الصربي كثيرا. لقد تفوق هذا الفريق على نظيره
الفرنسي وتصدر على حسابه مجموعتهما في التصفيات كما يقدم الفريق مستوى قوي
لكرة القدم".
كما قال لوف "منتخبا غانا والجزائر هما أفضل الفرق في أفريقيا كما خرج
المنتخب الغاني من نهائيات مونديال 2006 على يد المنتخب البرازيلي في دور
الستة عشر".
ووصف المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني لمنتخب بلاده المجموعة
الخامسة في النهائيات بأنها صعبة رغم إمكانية العبور منها للدور التالي.
ووقع المنتخب الهولندي في هذه المجموعة مع منتخبات الكاميرون والدنمارك واليابان.
وقال فان مارفيك "أعتقد أنها مباراة صعبة. إنها مجموعة في المتناول لكنها
صعبة. يجب أن نتحلى بالتركيز الشديد وألا نعتقد أننا تأهلنا بالفعل (للدور
التالي).. ولذلك حاولت منذ البداية أن أوضح للاعبين بأنه لا يتعين علينا
الاقتناع بسهولة (بأنها مجموعة سهلة)".
وأضاف "لدينا نزعة الابتكار ولدينا كبرياء محدد ولكن هذا الكبرياء يجب أن يمنحنا الثقة".
ويخوض المنتخب الإيطالي حامل اللقب فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن
المجموعة السادسة التي تضم معه منتخبات باراجواي وسلوفاكيا ونيوزيلندا.
والمثير للدهشة أن ريكي هيربرت المدير الفني للمنتخب الأسترالي أعرب عن
إعجابه الشديد بالقرعة وقال "إنها قرعة رائعة. لقد تعرفنا عليهم (المنتخب
الإيطالي) قبل كأس القارات ، ولذلك نشعر بالإثارة لمواجهة فريق كبير-
ومنتخبا سلوفاكيا وباراجواي أيضا من الفرق الكبيرة".
وأضاف "لن تكون مجموعة سهلة على الإطلاق ، ولكننا سعداء بالقرعة. كانت قرعة جيدة بالنسبة لنا".
وبغض النظر عما إذا كانت القرعة رحيمة ولطيفة أو لم تكن ، فالحقيقة
المؤكدة أنه مع نهاية منافسات الدور الأول سيتأهل 16 منتخبا إلى الدور
التالي ويودع 16 منتخبا فعاليات البطولة.
وينتظر أن يكون من بين المتأهلين للدور الثاني منتخبات لم يكن أحد يتوقع
لها عبور الدور الأول كما يتوقع أن تخرج من الدور الأول منتخبات كانت
مرشحة لاستكمال طريقها في البطولة.
